السبت، 9 نوفمبر 2013

صبــار

السلام عليكم
صبار الرجل العجوز بارتفاع 25 سم حصلت عليه منذ عام
مؤخرا أهدانى مولودا صغيرا لكنه عجوز أيضا بشعيراته البيضاء والذى أطلقت عليه صبار بروجيريا Progeria
وهو مصطلح طبى لمرض نادر يصيب الصغار فيظهرون كالعجائز والمسنين ..

ماذا يقول العجوز للابن .. وأية شفرة وأية أسرار مررها اليه والاثنان محبوسان فى اصيص صغير يجبرهما على الصبر الى حين  ... "الصبر الاضطرارى"
التاليه لأشكال أخرى من الصبار لا أعرف اسمها وان اشتركت فى طرق التخزين فى خزان اسطوانى رأسى تحرسه الأشواك من كل جانب



صبار من الصبر , والصبر يعنى القدره على الاحتمال..
احتمال العطش والحراره والجفاف وفقر التربه وصلابتها أى الصبر فى وجه التحديات التى تهدد وجود وحياة النبات
لكنه الصبر الايجابى الذى لا يستسلم لقدره ولا يعطى الفرصه لعدوه ليبطش به ويستأصله من بيئته
الصبر الايجابى بتحور الأوراق الى أشواك والساق الى مستودع أو خزان اسطوانى للغذاء والطاقه والماء..
وتقف الأشواك حارسا يحيط بالمخزن من كل اتجاه.
الصبر الايجابى بالتصالح مع البيئه رغم قسوتها فيرسل الجذور لتتوغل أكثر فى تراب الوطن عساها تقابل من يفهمها ويقرأ لغتها على أبعاد مختلفه من البحث والعناق الأفقى والرأسى مع تراب الوطن

وقد يطول موسم الجفاف فيلجأ النبات الى المخزون الاستراتيجى والذى يأتينا فى شكل اسطوانى أو كروى فى معظم الأنواع
ورغم طول مواسم الجفاف وقلة الموارد وتكاتف كل العوامل ضد النبات الا أنه لا يتوقف عن العمل بارسال رسله من الجذور وبتحورات السوق والأوراق
ثم يزداد ايجابيه بتقديم بعض الثمار التى صنعها من أعز ما يملك ويقدمها لأول عابر سبيل عسى أن ينقل بعض البذور والشفرات الى مكان آخر وبيئة أخرى أكثر ملائمه
لذلك استحق الاسم وهوبصيغة المبالغه فى الصبر .... فكيف نصل الى هذا النوع من الصبر والتكيف والاحتمال وايجاد فرص النجاه مع الحقاظ على ما لدينا لحين تحسن الظروف...
هل نكون مثل النبات ؟ ونتعلم الصبر الايجابى بعيدا عن السلبيه والاستسلام والاستمتاع بدور الضحيه ؟
النبات فقط ينجح فى ذلك ... أما نحن فمحبوسون فى الصبر الاضطرارى تاره والصبر السلبى أكثر الأحيان ..
فان هلكنا قذلك العدل الذى لا نستحقه , وان نجونا فبرحمة الله التى لا نستحقها أيضا
 

هناك تعليق واحد: