الأحد، 10 نوفمبر 2013

الله


اللـه عز وجل ليس من هذا العالم .. لذا لا ينبغى أن نطبق قوانيننا عليه فلا يصح أن نتصوره مثل سائر الأشياء
فهو متعال على ذلك كله .. لا يصح أن نسقط من صفاتنا على صفاته .. حتى ما وصف به نفسه يجب أن نحاول فهمه فى اطار خارج التصور الزمنى والمكانى المحدود..
فلا يصح أن نقول أنه فوق أو تحت أو عن يمين أو عن شمال أو داخل أو خارج .. فكلها صفات لها دلالة قاصرة لا تتناسب ولا تنطبق قوانينها على الذات الالهية
فالذات الالهية كما قال أفلاطون : " لا يمكن تصورها أو التعبير عن حقيقتها " 
الله حضورُ ُ مطلق وآنُ ُ مستمر وديمومة أبدية ماثلة فى الغيب والشهادة على الدوام .. 
أما لماذا لا يمكن تصورها فذلك لقصور الادراك ومحدودية القوانين والكلمات والصفات التى نستخدمها 
فالانسان يحلم فى عشرين ثانية أثناء نومه حلما أو يرى رؤيه فى ثوان معدوده ويظل بحكيها لساعات وفى حلمه أو رؤياه يمشى وبتكلم وبسافر ويرى ألوانا وهو مغمض العينين لم يبرح فراشه 
وبالتالى توجد قوانين أخرى للرؤيه والحركه والكلام أثناء النوم 
فاذا حاولنا التعبير أو وصف الذات الالهية فنحن فى حاجة الى مفردات و تصور بقوانين تصلح للتطبيق مع ما لا ندرك لأن قانون ما ندرك لا يجلى لنا ما لا ندرك 

نحن فى القيد فى الزمان والمكان والله فى الاطلاق فلا أستطيع أن أقول كان العدم قبله أو يكون العدم بعده فهو بلا أول ولا آخر 
موجود بلا بداية ولا نهاية ولا نقص ولا تصور .. لا تدركه الأبصار.. وهو يدرك الأبصار قريبا منا منتهى القرب بحيث لا نراه كما لا يرى الواحد منا سواد عينيه 

"
هو القريب لا كقرب الشىء من الشىء .. وهو البعيد .. لا كبعد الشىء عن الشىء ..
لأن القرب الذى نعرفة مسافة والبعد الذى نعرفه مسافة وهو القريب البعيد بلا مسافة .. " كما قال النفرى

هو الواحد وهو الأحد والأحد غير الواحد فى المعنى 
الواحد تعنى وحدة الفاعل رغم تعدد الأفعال وتنوعها 
والأحدية صفة هذا الواحد فهو أحد أى لا ينقسم ولا يتجزأ ولا يمكن أن يكون له بعض أو جزء أو ند 
هو أحد فى ذاته بمعنى أنه لا يتناقض و انما تلتقى فيه الأضداد : الجبار الرحيم .. المعز المذل .. النافع الضار ..
فى وحدة مطلقة لا تضاد فيها ولا تناقض ولا تصارع ولا تصادم 
ومن هنا كان اسمه السلام

وهو القيوم الذى يقيم كل شىء النجوم تمسكها قوانينه والأشجار ترفع قامتها بمدده من النور والشمس والرى والتربه والكون كله يدين بقيمومته لله ..
وهو مقيمنا من الموت يوم القيامه هو البصير بدون بصر والمتكلم بدون حرف ..
هو الوجود الكامل والأمثل خارج حدود التصور والادراك كما قال ابن عربى لو علمته لم يكن هو ..
كان ولا بَعد معه ولا قبل ولا فوق ولا تحت ولا قُرب ولا بُعد ولا كيف ولا أين ولا حين ولا أوان ولا وقت ولا زمان ولا مكان وهو الآن كما كان
كان قبل أى قبل كيف كان أين كان أفضل أن نذيب الأسئلة فى خشوع التقصير عن الادراك فنخر بالسجود والتسليم 

وهو اللطيف منتهى اللطف ليس له جسم ولا ماده ولا كتله ولا كثافه تعيقه .. اللطيف .. أى الخفاء المطلق يتخلل كل شىء فى كل وقت فى خفاء واستقرار

رحمته دائما تسبق غضبه وهو الصبور الذى يمنح الفرص ويمد الأجل تخاطبه ملائكته "ربنا وسعت كل شىء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك "
سبحانه ذو الجلال والاكرام حيث تعجز الحروف والكلمات عن شكره وبلوغ مقامه الأسمى حيث هو حيث لا حيث .. حيث تبهت العقول وتخرس الألسن وتجف الأقلام وترفع الصحف.. سبحانك اللهم ارحمنا برحمتك التى وسعت كل شىء


الله
هو الأول قبل الزمان قبل أى قبل حينما كان ولا شىء معه 
وهو الآخر بعد أن ينتهى الزمان ويعود كل شىء اليه 
فهو الباقى بعد أن يفنى الكل 
وهو الظاهر بأفعاله والباطن بذاته 
وهو المنتقم لنا لا لنفسه
وهو الجبار على الجبارين .. المذل للمذلين
المتكبر على المتكبرين الماكر بالماكرين
ومن كانت هذه صفاته كان حقيقا بالكبرياء والعظمه لا تجوز الكبرياء الا له
بقول فى حديثه القدسى : الكبرياء ردائى والعظمة ازارى من نازعنى فيهما قصمته 
عذابه من عيون رحمته فهو يضرب لينقذ وينبه 
ورحمته دائما تسبق غضبه بأن يرسل الرسل والكتب والنذر ثم يجلو آياته بينات ثم يكون الحساب 
فهو الصبور الذى يمهل وبمنح الفرص ويمد الأجل
وهو الواسع .. واسع العلم .. واسع المغفرة ..هو اللا نهاية والاطلاق فى كل شىء
هو المبدىء والمعيد أى خالق الأولى والآخرة كل معنى يؤكد الآخر .. 
المبدىء و المعيد .. الموت لن يكون الخاتمه انما نهاية فصل والكلام عن البعث ترى له مصداقا كل يوم فى بعث الخضرة والأزهار فى كل ربيع 
هو الذى يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه .. 
هو الذى أعطانا الأسباب لتؤدى الى النتائج ولأنه سبب الأسباب فهو الشافى وليس الدواء فان لم بكن الشفاء فى تقديره فلا ينفع طب ولا دواء وتقدير الشفاء يحدث للمسلم وغير المسلم طالما أخذنا بالأسباب والنتيجة ليست حكرا للمسلمين
فما بال بعضهم يحتكرون الحق لأنفسهم دون البعض الآخر من المسلمبن !!!
الله من سنته أن جعل الاجتهاد والعزم سببا للنجاح فلا مفر من طالب النجاح من أن يتلمسه بالجد والعزم ولا ينبغى أن نقول أن النجاح مقدور من البدايه فلماذا نجد هذا يمثل فهم خاطىء للقدر
العزم سبب ومقتضى للنجاح بالضروره 
لا يستطيع الواحد منا أن يكون شكورا لله لأنه لا يستطيع أن يحصى عليه نعمه ولا أن يحيط بأفعاله يقول صلى الله عليه وسلم : سبحانك لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك "
فلا يثنى على الله على وجه الاحاطه الا الله فلا يعرف الله الا الله
هل ابتعدت ؟
يقول أحدهم :
لا أزعم أنى يلغت الحد فى فما أوردته فان وجوه الفهم لا تنحصر فيما فهمت 
ولله تعالى فى كل كلمه كلمات ينفد البحر قبل أن تنفد

هناك تعليق واحد:

  1. اضاءه من أخي وصديقي وشيخي دكتور أيمن الشناوي
    @aymn shenawy
    ... لا يقال عن الله ليس له جسم ولا مادة ولاكتلة ولا كثافة لأن هذا هو العدم وهو وصف إله الجهمية المعطلة. ... ولا يقال له جسم أو مادة أو كتلة أو كثافة لأن هذا وصف إله المشبهة ولأن ذات الخالق تختلف عن ذوات المخلوقين. ... بل نقول له ذات تليق بجلاله وكماله و لا نشبه ولا نعطل ولا نؤول و لا نكيف. ... هذه هى عقيدة السلف الصالح

    ردحذف