الاثنين، 21 مارس 2016

الوسطيه 2


ذهب البعض بعيدا بتأويل ما كتبت سابقا عن الوسطيه مما دفعني الآن للمتابعه والتوضيح  بأن كل ما دار برأسى حين الكتابه هو لفت الانتباه الى صفه عظيمة من صفات الاسلام
وهى الوسطيه بالمعنى البحت بعيدا عن أية تأويلات أو اسقاطات
انما أردت الاشاره الى الوسطيه المطلقه والمجرده والواعيه بمعناها الرحب بما تحتويه من معانى التسامح
التسامح المدرك لحقيقة ما يتسامح من أجله لنصل الى جوهر الاسلام ووصاياه التى وسعت وجمعت ثم مزجت العقل الجمعى لكافة التعاليم الدينيه ...
المسلم بأخلاقه له عصمه تحميه من الوقوع فى الزلل .. 
الوسطيه كخلق يختص به الاسلام يعطينا مثل لايمان المسلم بكافة الرسالات السابقه الا ما تم نسخه لاختلاف مقتضى الزمن
والتدرج الذى أراده الله سبحانه وتعالى لنا .. أعطانا الاسلام الاختيارات بمختلف درجاتها من الشده الى اللين
ثم ترك لنا الاختيار بما يتناسب مع قدراتنا المختلفه بشرط أن لا نحيد عن النص ..
التفكير والاختيار .. وبالتالى
الوسطيه فضيله مطلوبه لذاتها وما يصلح لشخص قد لا يصلح لآخر وما كان يصلح لأزمنة الأولين ليس بالضروره يصلح لأزمنتنا .. قال ابن حزم : ان دين الله ظاهر لا باطن فيه وجهر لا سر تحته ..
ان الاسلام كما قال العقاد  وسع العقل الجمعى لكافة الشرائع وأضاف عليها الأصول والقواعد العامه للحكم بالمساواه بين الحقوق والمحاسبه بالقانون . يقول تعالى : " كل امرىء بما كسب رهين " وفى سورة الحجرات القاعده العامه أننا جميعا متساوون فى الحقوق والواجبات رغم الاختلافات السطحيه والجوهرية وتنوع الثقافات المختلفه حيث يقول: يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم " 
 وليس فى عقيدة المسلم ما يصده عن مذهب من المذاهب السياسيه أو الاقتصاديه بل فرض عليه واجب الدين وواجب المصلحه أن يطلب الحكم بما يتوافق مع الدين والمصلحه .
جعلنا الله شعوبا وقبائل لنتصالح على المعرفه الرشيده .. 
من الشعوب والقبائل المختلفه ثقافاتها وعاداتها وحضاراتها دخل الاسلام منهم الكثير .. الكثير ممن ينتمون الى عوالم مختلفهمن عالم شاسع تتعدد فيه الأزياء والمواسم والمراسم ولم يتحرج المسلمون من تلك المظاهر والعادات الا فيما يمس العقائد فاندمجت حضارات الدنيا فى حضاره واحده واعيه احتفل المسلمون فيها بالنيروز وأكلوا فى الأديره وسكنوا البيوت من بناء القبط وعاشوا بدين واحد فى أزياء لا عداد لها فحققوا وسطية الدين وعالميته ولم يعرفوا
فى تلك الفترة مشكلة دينيه تحتاج الى حل دينى ولم نسمع عن مناقشات بيزنطيه حول اللباس الاسلامى والاختلاف حول الأشخاص وخلع صفات الهيه عليهم . ولا يتم الالتفات الى تلك التفصيلات والاختلافات فى العادات الا بين الأمم الضعيفة والتى تخشى انهيار عقيدتها من العادات الدخيله والتى لم يتم انكارها من قبل حينما كنا عظاما ..
بعد أن تقزمنا بدأنا ننكر الكثير من العادات التى لم ننكرها من قبل
بدأ الاهتمام بالظواهر والمظاهر بسبب هزيمتنا الداخليه وهواننا على أنفسنا وعلى حكامنا
فحاولنا استعادة العزة المشوهه من محاكاة الظواهر والأشكال
أخذنا قشرة الدين والروح جاهليه واقتنعنا بالقشور عن العزة الحقيقيه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق