الجمعة، 18 مارس 2016

سلوك الحيوان



يقول تعالى: 

{وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ}[الأنعام: 38].

ماذا تعنى كلمة أمه؟ 
هل التماثل فى السلوك بين المخلوقات المتشابهة ؟
 ربما .. وربما الترابط بين الأفراد فى المجموعة الواحدة
أوقد يكون المعنى  توجيه من الله عز وجل للتأمل والاستفادة من الخصائص الذاتية فى الحيوان ، في توجيهه إلى الدقّة في التّنظيم، والدّأب في العمل، كما نلاحظه في الحديث عن مجتمع النّمل والنّحل.
دراسة السلوك عند الحيوان تفك الكثير من الطلاسم فى السلوك الانسانى ولا يمكن ذكر السلوك عند الحيوان دون ذكر القصة الشهيرة للأسد سلطان ومدرب الأسود المصرى الراحل محمد الحلو
عندما هاجمه الأسد سلطان بنهاية أحد عروض السيرك ومات الرجل بعد عدة أيام وأوصى قبل موته بالأسد خيرا و أوصى بعدم معاقبة الأسد وأوصى بعدم قتله
وبعد وفاة الرجل انطوى الأسد سلطان على نفسه في حالة..اكتئاب ورفض الطعام فمن أخبر الأسد بأن الرجل قد مات ؟

وقرر مدير السيرك نقله إلى حديقة الحيوان باعتباره..أسداً شرساً لا يصلح للتدريب وفي حديقة الحيوان استمر سلطان على إضرابه عن الطعام فقدموا له أنثى لتسري عنه فضربها في قسوة
!…وطردها وعاود انطواءه وعزلته واكتئابه وأخيراً انتابته حالة جنون، فراح يعضّ جسده وهوى على ذيله بأسنانه فقصمه نصفين!!!.. ثم راح يعضّ ذراعه، الذراع نفسها التي اغتال بها مدرّبه،
 وأخذ يأ كل منها في وحشية، وظل يأكل من لحمها حتى نزف ومات واضعاً بذلك خاتمة لقصة ندم من نوع فريد..
 ندم حيوان أعجم وملك نبيل من ملوك الغاب عرف معنى– الــوفـــــاء — وأصاب منه حظاً لا يصيبه الآدميون

…أسدٌ قاتل أكل يديه الآثمتين
درسٌ بليغ يعطيه حيوان للمسوخ البشرية التي تأكل شعوباً وتقتل ملايين في برود على الموائد الدبلوماسية وهي تقرع الكؤوس وتتبادل الأنخاب
 ثم تتخاصرفي ضوءالأباجورات الحالمة وترقص على همس الموسيقى وترشف القبلات !في سعادة وكأنه لاشيء حدث

يقول المبدع الراحل د/مصطفى محمود والذى أضاء الله بصيرته فى تتبع سلوك الحيوان يقول :
إنّ القطة العجماء تتبرز ثم لا تنصرف حتى تغطي برازها بالتراب
هل تعرف تلك القطةمعنى القبح والجمال..؟
وهي تسرق قطعة السمك من مائدة سيدها وعينها تبرق بإحساس الخطيئة فإذا لمحها تراجعت .. فإذا ضربها طأطأت رأسها في خجل واعتراف بالذنب
هل تفهم القانون؟؟؟
هل علمها أحد الوصايا العشر؟؟
ثم يضيف
والجمل الذي لا يضاجع أنثاه إلا في خفاء وستر .. بعيداً عن العيون، فإذا أطلّت عين لترى ما يفعله امتنع وتوقف
!ونكّس رأسه إلى الأرض
!!!هل يعرف الحياء..؟

وخلية النحل التي تحارب لآخر نحلة وتموت لآخر فرد في  حربها مع الزنابير..من علّمها الشجاعةوالفداء..؟
وأفراد النحل الشغالة حينما تختار من بين يرقات الشغالة يرقة تحولها إلى ملكة بالغذاء الملكي وتنصبها حاكمة.. في حالة موت الملكة بدون وارثة
من أين عرفت دستور الحكم؟؟؟
..،والفقمة المهندسة التي تبني السدود
وحشرات الترميت التي تبني بيوتاً مكيفة الهواء تجعل فيها ثقوباً سفلية تدخل الهواء البارد وثقوبا علوية تخرج
..الهواء الساخن
!!!من علمها قوانين الحمل الهوائي؟؟

والبعوضة التي تجعل لبيضها الذي تضعه في المستنقعات أكياساً للطفو يطفو بها على سطح الماء.. من علّمها
!!قوانين أرشميدس في الطفو؟؟
ونبات الصبار، وهو ليس بالحيوان وليس له إدراك الحيوان، من علّمه اختزان الماء في أوراقه المكتنزة اللحمية
!!!ليواجه بها جفاف الصحارى وشح المطر؟؟؟
والأشجار الصحراوية التي تجعل لبذورها أجنحة تطير بها
أميالاًبعيدة بحثاً عن فرص مواتية للإنبات في وهاد رملية ،جديدة
والحشرة قاذفةالقنابل التي تصنع غازات حارقة
،ثم تطلقها على أعدائها للإرهاب
.والديدان التي تتلون بلون البيئة للتنكر والتخفي
.والحباحب التي تضيء في الليل لتجذب البعوض ثم تأكله
والزنبور الذي يغرس إبرته في المركز العصبي للحشرة الضحية في خدرها ويشلها ثم يحملها إلى عشه ويضع عليها بيضة واحدة.. حتى إذا فقست خرج الفقس
….!فوجد أكلة طازجة جاهزة
من أين تعلّم ذلك الزنبور الجراحة وتشريح الجهاز العصبي؟؟
ومن علّم تلك الحشرات الحكمة والعلم والطب والأخلاق والسياسة؟؟؟؟؟

لماذا لا نصدق حينما نقرأ في القرآن أنّ الله هوالمعلم؟؟
ومن أين جاءت تلك المخلوقات العجماء بعلمها ودستورها
!!!إن لم يكن من خالقها؟؟؟؟
!!وما هي الغريزة..؟
!!أليست هي كلمة أخرى للعلم المغروس منذ الميلاد؟؟
!!!..العلم الذي غرسه الغارس الخالق
وأوحى ربك إلىالنحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً “
“ومن الشجر ومما يعرشون
ولماذا ندهش حينما نقرأ أن الحيوانات أمم أمثالنا ستحشر يوم القيامة؟؟
(“” وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون”")
(“” واذا الوحوش حشرت “”)
ألا يدلّ سلوك ذلك الأسد الذي انتحر على أننا أمام نفس راقية تفهم وتشعر وتحس وتؤمن بالجزاء والعقاب والمسؤولية؟؟!!..
نفس لها ضمير يتألّم للظلم

هناك تعليقان (2):

  1. ولو ان الموضوع طويل وده ضد سياستى الا انه شيق ..........الله يينور يا دكتور

    ردحذف
    الردود
    1. الله ينور عليك وعلينا جميعا
      قريبا ان شاء الله وقفه مع الأمثال ... ربنا يسهل وتتحفيني بكام واحد كده مرتبطين بالموضوع اللي هاكتبه

      حذف